Page 93 - web
P. 93
435 وحقوقهـــم ،أكبـــر الأثر في جـــذب انتباه المنظمـــات الدولية
غيـــر الحكومية ،وفي تســـليط الضوء على هـــذه القضية من
خلال خطـــاب حقوق الإنســـان.
وبعـــد ذلـــك ،تطرقـــت «جانيـــت لـــورد» Janet E Lordإلى
قضيـــة حقوق الأشـــخاص ذوي الإعاقة علـــى خلفية حقوق
الإنســـان ،واســـتطاعت الباحثـــة عمـــل تأطيـــر تاريخـــي مميز
لنضـــال حركة الأشـــخاص ذوي الإعاقـــة للاعتـــراف بالتمييز
الحكومـــي والمؤسســـي ضدهـــم ،باعتبارهـــا قضيـــة مـــن
قضايـــا حقـــوق الإنســـان ،وتتبعـــت الباحثـــة هـــذه الحركـــة
وجهودهـــا منذ بدايتها في الســـتينيات ،حتـــى صدور اتفاقية
الأمم المتحـــدة المتصلة بحقوق الأشـــخاص ذوي الإعاقة،
ويكمـــن ســـر نجـــاح هـــذه الحركـــة في مزيـــج من اســـتخدام
القانـــون الدولي ،والقـــدرة على التفاوض بشـــأن الدعم من
المنظمـــات الدوليـــة غيـــر الحكومية.
ويتنـــاول «دانيـــال تشـــونغ» Daniel Chongبعـــد ذلـــك
الحقـــوق الاقتصاديـــة والفقـــر المدقـــع ،وذلك علـــى خلفية
الحقـــوق الاقتصاديـــة والاجتماعية للإنســـان ،ويلفت النظر
إلـــى أنه بينمـــا دافعـــت المنظمـــات الدولية غيـــر الحكومية
عـــن قضايـــا الحقـــوق المدنية والسياســـية ،كانـــت الحقوق
الاقتصاديـــة والاجتماعيـــة علـــى هامش الاهتمـــام العالمي
لحركة حقوق الإنســـان ،ويشـــير المؤلف إلـــى مدى صعوبة
الترويـــج العالمي للحقوق الاقتصاديـــة والاجتماعية ،مقارنة
بأشـــكال أخـــرى من حقوق الإنســـان.
وفـــي الفصـــل الأخيـــر ،يحلـــل «بـــول نيلســـون» Paul J
Nelsonالنزاعـــات علـــى الميـــاه بيـــن الســـكان المحلييـــن
وبعـــض الشـــركات التجاريـــة الخاصـــة ،وكيـــف أن بعـــض
الحكومـــات منحـــت بعـــض أصحـــاب الشـــركات الخاصـــة
ملكيـــة مـــوارد الميـــاه مـــن خـــال خصخصتها ،وفـــي ضوء
ذلـــك ،يراجـــع الباحث حـــالات غانا وجنـــوب إفريقيـــا والهند،
وأشـــار المؤلـــف إلـــى إمكانية أن ينجـــح الســـكان المحليون
فـــي التعبئة والحشـــد ضمن حـــركات حقوق الميـــاه ،بهدف
إيقـــاف اســـتيلاء رأس المـــال الخـــاص والشـــركات التجاريـــة
علـــى مصـــادر الميـــاه العامة.
الخلاصـــة هنـــا ،أن كتـــاب الكفـــاح العالمي مـــن أجل حقوق
الإنســـان الجديـــدة ،يعـــد إســـها ًما علم ًيـــا رصيًنـــا ،ويضـــم
مجموعـــة متميـــزة مـــن المقـــالات والدراســـات التـــي تحلل
مجموعـــة متنوعـــة مـــن المشـــكلات والقضايا الإنســـانية،
والســـمة المشـــتركة بيـــن هـــذه القضايا والمشـــكلات ،أنها
لـــم تلق الاهتمـــام الملائـــم ،ولم تخضـــع للبحـــث الكافي،
ويقـــع بعضهـــا في مناطـــق أكاديميـــة مجهولة ،لـــم يقترب
منهـــا البحث العلمي ،ولم يتم استكشـــاف أبعادها بشـــكل
كامـــل حتى الآن ،وبشـــكل عام ،يعتبر الكتـــاب إضافة مهمة
وضروريـــة لتـــراث حقـــوق الإنســـان ،ولمكتبـــات الباحثيـــن
المنخرطيـــن في دراســـاتها.
93